mardi 26 mars 2013

قصيدة نثرية بعنوان : "سنلتقي يوما...."



سنلتقي يوما
على خدود الارض
تحت ظلال القمر
نرتشف نخب الليالي
نسكب عطر الفجر
ليروي اديم الارض
بإكسير العشق
يذيب القلوب
في النهر السعيد

سنلتقي يوما
على ارض الرافدين
نلتهم رطبها
نشيع جريدها
الباسق
المتأصل في جدور التاريخ

نطهر قلوبنا
بماء دجلة و الفرات
نحكي  قصص العراق
و الشقاق
و النفاق
و بطش الحجاج
و غذر الزمن البعيد

سنلتقي يوما
على ارض الحجاز المباركة
المعطرة بعبق المقدسات
نروي ظمأنا
من ماء زمزم الزلال
و ننشد من هناك
اسم بلد
ضاع من بين الاسامي
و نردد
الحان الاخوة
و العروبة
و التوحيد

سنلتقي يزما
في اسواق دمشق القديمة
نجول حواريها
نمرح بين رياضها
و نسلي نفوسا حزنت
على دماء سفكت
غذرا
و نمقت سويا
سلاحا
حاد عن صدر العدو
ليغتال الاخوة
كل الاخوة
فمن يا ترى منهم  الشهيد !؟

سنلتقي يوما
في بلاد الارز
عاصمة العروبة و الجمال
ملتقى الانسان
بكل الاطياف
نصلي بمساجدها
نزور كنائسها
نردد الحان فيروز الشجية
و لحنا نصر
ضاع بين ثنايا الفتن
بين سطو مريد
و عناد عنيد

سنلتقي يوما
في قاهرة المعز
حيث النيل الشامخ
بعنفوانه الابدى
و جدوره الافريقية الحقة
حيث الازهر
شاهد على مجد مصر
حيث الوراق اختلطت
و الامة العظيمة تهاوت
و ضاع معها
مجد العرب
و عز العرب
و تاريخ العرب
و كل الرصيد

سنلتقي يوما
في دويلات صغيرة
ترفل في صنوف النعم
تتغنى بالعدل
و الحرية
و العروبة و السلام
و تعقد القمم
بعد ما استوطنها
الاغراب
و الاذناب
بعدائهم الحاقد التليد

سنلتقي يوما
في جامع الزيتونة
على ارض القيروان
حيث الزيتون شاهد
و النخيل البسق
حيث الهواء
و البحر
و الجمال المتناسق
حيث النهضة الموعودة
تاهت بوصلاتها
فتمخضت وعودا مفقودة
و ربيعا عربيا
ساذجا و بليد

سنلتقي يوما
في بلاد الحرائر
و الأمهات المجاهدات
على ذكرى المليون شهيد
و بطولات عبد القادر
نصول في ربا وهران
و جبال القبائل
و الصحاري الممتدة
في قلب افريقيا
في بلد الجائر العتيد

سنلتقي يوما
في دويلات صغيرة
ترفل في صنوف النعم
و تتغنى بالعدل و العروبة
و السلام
و تعقد القمم تلو القمم
بعدما استوطن
طررها الاغراب
بعدائهم الحاقد التليد

سنلتقي يوما
في جامع الزيتونة
و تونس و القيروان
على ارض افريقية
حيث الزيتون و النخيل
توأم
حيث الهواء و الماء و الجمال
نسق
حيث النهضة الموعودة
تاهت بوصلتها
فتمخضت و عودا مفقودة
و ربيعا عربيا
اثبت انه ساذج بليد

سنلتقي يوما
في ارض ليبيا
حيث الخير الوفير
و النوم القرير
بلد سلم مسالم
وأد احلام معتوه ظالم
ليبعث من عمق الصحراء
آمالا من جديد

سنلقي يوما
على جوهرتنا المغتصبة
و جنتنا السليبة
مهد الرسالات
حيث اطفال عزل
بنوا مجدا بالحجارة
حيث قوم نصبوا انفسهم
حماة
يدفنون كل المجد
بحماقات
و تنازلات
و خلافات
ستلتقي في يافا
و حيفا
و اللد و الرملة
و تل الربيع
حيث الطفولة تنبت
بقلوب من حديد

و سنلتقي يوما
في مغربنا الحبيب
بلد الخير و السلام
حيث الفقر يمزق القلوب
و شرذمة
تفتك فتكا بشعب محبوب
و السفر لا زال طويلا
و السفينة
اساسها مثقوب
حيث الامل
حيث المستقبل
لا زال ينتظر
اشراقة عهد جديد

سنلتقي يوما
في صحرائنا المغربية
الحبيبة
حيث الشموس
تستحيي من صفاء المحيط
حيث سوط الطبيعة
يستانس و كنوز البحر
لينسج جمالا يزيد و يزيد
          
قد ناتقي هنا
و قد نلتقي هناك
لكن لقاءنا
حتما أكيد
و لحن المحبة
المتراقص في ذواتنا
على اوتار التاريخ
ينشد صداه
و عن حلمنا
بوطن عربي وحيد
لن نضل ولن نضل
و لن نحيد

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire