samedi 10 novembre 2012

محاولة لتعريف الحب




                                  لوركاسبيتي

يحيرني هذا الذي نسميه الحب،  فهو يبعث في نفسي الظنون لتطّاير ملامحها بفوضوية مفرطة.. لا يمكنني الإمساك بها.. فهنا السماء درب الوعود الحازمة، وهنا الأرض غيرها في أي مكان وهنا لا بد من اللاحقيقة….يحيرني الحب، هذا الذي يغيثني حين لا أعترف بأمراضي وحين  يصبح إلتصاقي بالتوه المدجج واقعا لا مفر منه، فلا يشبه فشلي إلا الإنتحار ولا يُغير على تشردي الا مزيد من الفرار..هو الذي مهما طال وقته ووسع ظله يظل  يشبه الومضات السريعة، والذوبان السريع ..فالتشبث حتى بأطرافه مستحيل و تذكر كؤؤسِه أمر لا يُعَول.

 يحيرني هذا الفوضوي اللحظوي الطارىء..القاتل المأجور، المنفصم الجريح الجميل القبيح، الأنيق العابث..المتفشي في الفضاء كنَفس والمتمرغ فوق الأديم كندى..والمتمرد بوحشته كغابات المطر والحثيث كالمسافة، والمذرور كالغبار بين هواء وهواء..
المسافة بين ليلين ليست نهارا والحب إذا أينع .ّيولد موته في منازله وراء أبوابه  تحت أسرّته ..يقصّ حبل سرته بمقصه بلسانه وبغربتة التي تستهويه قساوتها..تنحته معاولها ..وحين  تنضح  لحظاته بها، وبالصمت يكون قد مات. يموت الحب ككل الأشياء البخيلة ولكن الفرق أنه لا  يصير جيفة  برائحة بشعة بل سمادا يتكأ عليه حب سياتي بعد حين..
هناك ولدتَ أنت.
القلب حين إقتصر على سماء صافية لا تنطق، وعلى صدى يثير الفضول، ويصم الآذان، ويعلن بداية الأشياء، وعلى بعثرات لا معنى لها،  وصباح لا يهب إلاّ ما تبقى من مقاعده، لا يحمل هواءه حمائم الرغبة بل غبارا يرفرف به فوق سطوح البال..والجسد حين وقف متعجبا من لونه الوردي، لا يدري من اين يأتيه البلل الرحب والموسم كان جافا كأنه سيستمر للأبد..وما بين النهار والليل والقلب والجسد ارتباكا ليس شائعا سطحي ونادر، دودة تنسل من عبق المسافة لتحيك بيوتا مليئة بالصراخ كأنها مأذنة..مليئة بالآلام كأنها مشفى، مليئة بالسهام كأنها مرمى..ولدت انت!!

تتمشى على امتدادات الوعي لتشق دورتك الدموية وترسم  طريق العودة، بوسادات رطبة، لساعات طوال، غير آبه بالطيور المحلقة أعلى، الضاحكة في عبق الثريا، ترش عليك حبرا قاتما لتخفي ما تبقى من ضوءك، وانت تضحك مصدقا ان الحظ حالفك في الإختفاء…الى جوار النافذة تختار مقعدك، تجلس مع أفكارك، كأنها  شخص آخر يرافقك، تظن نفسك طيفا، ولكنها الأفكار صاخبة تلامس العراء فتنطقك، هي تحفظك غيبا ولكنها لا تماهيك، تختلس النظر الى ذكريات رميتها انت في سلة الوقت، فتحتفظ بها درعا يقيها نبال الخسارات..انت ترى العالم من وراء بسمتك من وراء النافذة، وأفكارك  تطل عليك كمحترِف لا يكشف عن نفسه، كمنبري لا تخرقه هتافات الجماهير ولا تسعف لسانه إطراءاتهم. تطل عليك كحرباء تغير لونها فلا يصيبها ضرر..وانت ما زلت الى  جوار النافذة ، كل شيء يلهث خلفك ولا تتدفق إلاّ أسئلة كأن هواء تسرب من خارجك الى داخلك، تخبط  بالسدود كغريق حتى تمسك بشجرة تحمل الكمنجات والكواكب والكتب والعزلة والضحك والشعر والهروب والمسموح، شجرة غريبة بساقين انثويتين اذا ما لامست بلَلَك ستغفو كطفل لا يعرف إرتداء جورب.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire